الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

3 حلقات من مذكرات زوج سعيد جدا ... سامي فريد

1 - حمايا بيعيد عندنا

أذن المؤذن لصلاة فجر أول أيام العيد دون أن أنجح فى مغافلة القلق وقطف دقائق من النوم حاولت النهوض من على السجادة الحنون التى قضيت الليلة أحاول النوم فوقهاصرخت عضلات ظهرى و رقبتى احتجاجا ،
وسمعت طقطقة غضاريف جسدى المتيبسة توجهت للوضوء فسمعت نحنحة حماى خلفى ، أفسحت له الطريق فدخل الحمام وصفق الباب خلفه طالبا منى إيقاظ ابنه
عدت إلى الصالة وناديته فلم يجب وتذكرت ما يحكونه من نوادر عن نومه الثقيل
انحنيت وأخذت أهزه بشدة متشفية ليستيقظ
انتـفض بحركة فجائية رافسا إياى رفسة قوية تحت الحزام فملت على جانبى مستندا على الأريكة متأوها
خرج حماى من الحمام فقفز إليه ابنه صافقا الباب خلفه رافعا عقيرته بنهيق أغنية ( ما تجوزينى يا ماما أوام يا ماما)
ارتديت ملابسى وأخذت طريقى لمكان الوضوء الملحق بالمسجد لأستعين بالصبر والصلاة
بعد الصلاة صعدنا إلى البيت كان الجميع مستيقظين والأولاد يرتدون ملابس العيد للتوجه لصلاة العيد طلبت من زوجتى ملابسى الجديدة
_ أحرص دائما على ارتداء ثوب أبيض جديد وجوارب وحذاء جديدين _
وأعتنى جدا بتفاصيل أناقتى .
سمعت حماى يزعق بأعلى صوته …. وكيف تنسين ملابسى الجديدة كلها
ردت حماتى ….. لقد كنا مستعلجين صبرا سأسأل ابنتك ربما يوجد شئ يناسبك لدى زوجها
(( سحقا لكم ))
نادتنى زوجتى إلى المطبخ (( المكان الوحيد الخالى فى المنزل ))
دخلت المطبخ فقالت بصوت خفيض….. حبيبى أسفه جدا ولكن ماما أخذت ثوبك الجديد لأبى …..
نعم ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍؟ ‍‍‍‍!!!!!!!!!…..
معلش إنت عارف إنه عصبى….
وهل أنا حمار استأجرتموه ، بأى حق تأخذون ثيابى ….
معلش البس القميص والبنطلون اللى كنت لابسهم أمس …..
القميص والبنطلون !!!!!!!!! لقد كنت ألبسهم وأنا أشتغل شيالا لأهل سعادتك أمس هل أصلى فيهما العيد ، هاتى قميص وبنطلون نظيفين….
أ أ أ أسفه انت عارف إنى كنت مشغولة بالتحضير لقدومهم من يومين ولا توجد ملابس نظيفة
(( اللهم أسألك صاعقة تجتثها وأهلها من الأرض ))
خرجت إلى الصالة منتظرا تشريف حماى ، هل علينا يرفل فى ثوبى الأبيض المغتصب
كان الثوب لا يناسبه إطلاقا حيث أننى أنحف منه بكثير وبالتالى أصبح شكله فى الثوب يذكرنى بكيس بصل متخم البصلات
زعق على أبنته سائلا عن عطر ، بعد لحظة كانت زجاجة العطر الغالية الخاصة بى بين يديه
نظر إليها باستخفاف وقال….. هل هذا من النوع الرخيص أبو 5 أو 10 ملطوش….
لا هذا عطر XS سعره 140 ملطوش…. صحيح إذا بسم الله
أخذ يرش من زجاجة العطر على نفسه حتى قضى على ما يقارب من نصفها ثم ناولها ابنه كي يتما مهمتهما المقدسة فى تدميرها نهائيا
عدنا من صلاة العيد و اجتمعنا لتناول الإفطارقالت حماتى موجهة الحديث لزوجتى…..
هل رايتى طقم الألماس الجديد الذى ترتديه أختك
أحضره لها زوجها قبل سفره سعره 12 ألف ملطوش
( ها قد بدأت الأفعى تنفث سمومها )
زوجتى …. طبعا جميل جدا.. جدا .. يا ماما ( أركز وجهى فى الطبق متجنبا نظراتهم المتهكمة ولهجة زوجتى الممطوطة الساخرة )
حماتى ….. وأنتى ماذا أشتريتى
….. خاتم ( وهى تلوى شفتيها يمينا ويسارا )
( تمسكت بموقفى اللائذ بقعر الطبق )
حماتى ….. لقد غيروا أثاث غرفة النوم بغرفة جديده مودرن سعرها 14 ألف ملطوش عقبالكم
زوجتى …. زوجى يعتز بغرفة نومنا التى شهدت زواجنا من 12 سنه ويقول إنها تذكره بأجمل الذكريات
ضحكات ساخرة من الجميع
( أجمل الذكريات !!!!!! فعلا ما أجمل ذكرياتنا ، ياليتنى مت قبلها وكنت نسيا منسيا )
-------------------------------------------------------------------------------------------------
2 - حالا ياحبيبتي
لاتعجبني نظرة المرأة البدينة في البلكونة التي أمامنا‏..‏
ولاتعجبني أيضا نظرة جارتها المسلوعة في النافذة التي علي يمينها‏..‏
واصلت نشر الغسيل بكل همة محاذرا ان تسقط المشابك في الشارع أو يسقط الغسيل نفسه فتكون كارثة إذ من سيغسل الغسيل مرة ثانية‏!‏
لا أريد أن المح هنا أو أشير إلي انني أنا أيضا الذي غسلت الهدوم لكنني أسأل‏:‏ وماذا فيها يعني ان غسل الرجل منا مرة أو مرتين في حياته غسيل البيت؟‏!
‏هل انهدت الدنيا أم هل سقط طرطوره من رأسه؟ أليس الرجل شريكا للمرأة في الحياة خصوصا إذا ضمهما بيت واحد وأولاد ومصالح؟‏!
‏رسمت المرأة البدينة بيديها فوق رأسها حركة معناها البس منديلا بأوية أحسن‏!!
‏ ورقعت المرأة المسلوعة ضحكة تشبه فرامل سيارة مسرعة علي الأسفلت لكنني لم أهتز‏.‏
أنهيت نشر الغسيل سائلا نفسي‏:‏ أين ياتري يكون الآن زوجا هاتين السيدتين وتصورت ان أحدهما ينام في الداخل كالفسيخة واضعا في بطنه بطيخة صيفي تمنيت ان تكون مسمومة
أما الآخر فلعله في الشغل ينام فوق أحد المكاتب أو لعله في السوق يحمل شنطة من البلاستيك يشتري فيها الخضار للبيت‏!!
..‏مساكين والله‏..
‏ رددت في سري إذ لايفهمون المعني الحقيقي للحياة الزوجية والتعاون بين الزوجين‏..‏
كان جدي يرحمه الله يقول ان الحياة أخذ‏..‏ وعطا
وها أنذا آخذ مسحوق الصابون فأعطي أفضل غسيل أو آخذ الكلمة في أجنابي فأعطي المطلوب فورا‏!!
‏ هكذا تكون الحياة زورقا أو فلوكة في النهر‏...‏ نهر الحياة‏..‏
تسير بمجدافين واحد للزوجة واخر للزوج‏...‏ فاذا كانت الزوجة بعافية شوية وتركت مجدافها للزوج فما هو المانع ان يجدف الزوج بالمجدافين معا؟‏!‏
غريب والله أمر هؤلاء الناس‏!!
‏نادت أم العيال من الداخل‏:‏ خلصت نشر الغسيل واللا حتقعد لي عليه طول النهار؟‏!
‏كان صوتها العذب يفيض حنانا‏.‏
استعوقتني فقالت بكل عذوبة‏:‏ مالك مابتردش ليه؟ أوعي تكون انطرشت‏!!
‏كنت علي وشك أن أرد‏:‏ حالا ياحبيبتي لكنني خشيت ضحك المرأتين ونظرتهما الساخرة فكتمت ردي وكانت النتيجة انني اتهمت بالطرش‏!‏
ماشي‏..‏ قلت لنفسي‏...‏ فهكذا دائما يكون حظ المخلصين مثلي من الأزواج الطيبين المتعاونين الواقعين تحت ضغط زوجة لا تقدر فيما يبدو طيبة وتعاون زوجها‏..‏ وجيران لايفهمون معني الحياة الزوجية السعيدة التي يرفرف عليها الحب والحنان‏!!
‏كان أخشي ما أخشاه ان تسمع جارتا الهنا صوت أم العيال وهي تناديني‏..‏
حملت طبق الغسيل داخلا فيما كانت الهانم حرمنا تنادي‏:‏ شهل شوية عشان تلحق تمسح الصالة وترتب المطبخ قبل ما تنزل شغلك‏..‏
واللا عاوز تتأخر ياخويا علي الشغل زي امبارح؟‏!
‏واصلت‏:‏ حرام دي برضه مصالح ناس‏!!
أسرعت البس هدومي فصرخت أم العيال‏:‏ الله‏!‏ والمسح؟‏!
‏قلت متسائلا ردا علي تساؤلها‏:‏ والشغل؟
قالت بنفس مطمئنة‏:‏ البركة فيك ده انت ابو سريع السريع‏!‏
اشمرت رجلي البطلون بسرعة وأمسكت بعصا المسح أغمسها في الجردل وأمسح وأعصر كأنني أعمل في فيلم كارتوني من أفلام والت ديزني‏.‏
ابتلت رجلا البنطلون فيما كنت أفردهما وحمدت الله ان نساء الجيران لم تشاهد هذا المنظر واللا لكنت شبعت منهن تريقة وسخرية‏.‏
عاوزة حاجة تاني؟
سألت من باب سد الخانة فقالت يسترها ربنا‏:‏ عادي بقي الورقة معاك فيها طلبات البيت‏..‏
ثم أضافت‏:‏ وان جدت حاجة ح ابقي اكلمك في التليفون‏!!
‏مهرولا في الطريق رحت أحاول اقناع نفسي انني صح وان الناس غلط‏.‏ قلت لنفسي‏:‏ وايه يعني لما الواحد ينشر غسيله واللا يمسح بيته؟‏!‏
وقررت‏:‏ خلاص‏..‏ من هنا ورايح كل واحد ينشر غسيله بنفسه وعادت ترن في أذني من جديد ضحكة تشبه فرملة سيارة مسرعة علي الأسفلت
-------------------------------------------------------------------------------------------------
3 - اسـم الله عليـك‏!‏‏‏‏‏
جلسنا أنا وأم العيال نحسب العلاوة الجديدة‏,‏ وضعنا الجرنال أمامنا ورحنا نقرأ ونحسب كم تساوي الأربعين في المائة من مرتبي‏,‏
قامت الست حرمنا لتصنع الشاي وتعود لتضعه أمامنا وتبدأ اجراءات وضع السكر والنعناع وتحكي وتحلم كيف ستفيدنا العلاوة الجديدة وكيف نصرفها وندخر منها أيضا إذا كان ذلك ممكنا‏!‏

كنت مازلت أحمل داخلي توجسا من حركة الأسواق الثعبانية
وتصورت أن السوق ثعبان كبير نائم ما ان يسمع حس العلاوة حتي يبدأ يتحرك ويخرج لسانه ذا الشعبتين ليدفعه يمينا ويسارا وأماما
يتحسس به طريقه إلي جيوبنا تمهيدا لانقضاضه علينا وافتراس العلاوة وكل ما معها من مرتب أيضا‏..‏
نظرت إلي حرمنا المنهمكة في تقليب السكر وحسدتها علي راحة بالها واطمئنانها الغريب وكأنها تعيش حلما من أحلام زمان‏.‏
أردت أن أهزها وأقول لها‏:‏ اصحي‏..‏ فوقي ياهانم‏..‏ الدنيا تغيرت
لكنني شفقة بها قررت تركها سعيدة بأحلامها رغم ادراكي واقتناعي أن ست البيت هي أول من يحس بالسوق والأسعار
فتبدأ تشكو ثم تستمر تشكو وعلينا نحن الأزواج أن نوقد أصابعنا العشرة شمعا من أجل ارضاء زوجاتنا‏.‏

تناولت كوب الشاب منها ورحت استمع الي خطتها مع العلاوة‏.‏
قالت‏:‏ اسمع ياسيدي‏.‏ أولا نفرج علي نفسنا من أول علاوة‏,‏
قلت بتؤدة العقلاء‏:‏ فهميني اكتر
قالت‏:‏ يعني‏..‏ برنامج فسحة ولبس ومطاعم وسينمات‏..‏ كده يعني علشان الأولاد يحسوا بالفرق‏..‏
رحت أحسب بيني وبين نفسي أن كانت العلاوة تكفي لتغطية مصاريف مثل هذه الفسح والكسوة والأكل لكنني اقنعت نفسي بأنها يمكن تدبيرها دون بعزقة‏..‏
وثانيا؟ سألتها
فقالت‏:‏ تاني شهر نحط خطة للتطوير‏,‏ سألتها بنفس التؤدة‏:‏ بمعني؟

قالت باندهاش حقيقي‏:‏ بمعني إيه ياخويا؟ هو أنا في استجواب قدام النيابة؟‏!‏
قلت مفسرا‏:‏ يعني تقصدي إية بالتطوير‏..‏ تطوير إيه؟
قالت‏:‏ آه‏..‏ قصدك كده يعني؟ أنا أفهمك‏..
‏ يعني نعمل حاجة زي جدول مثلا اللحمة كام مرة في الاسبوع‏,‏ نجيب مربات‏.‏ نجيب جاتوه كل اسبوع مرة‏..‏
نبيض الشقة اللي بقت لون الفرن الأفرنجي كلها هباب نركب سيراميك‏..‏ نركب قيشاني‏..
‏ نغير الحمام‏..‏ نغير دواليب المطبخ‏..‏ ننجد الفرش‏..‏ نركب بياضات جديدة‏..‏ ملايات جديدة‏..‏ حاجات زي كده يعني‏.‏
لم أستطع منع نفسي أنا من الدهشة هذه المرة‏.‏ قلت‏:‏ كل ده من تاني شهر علاوة؟
ردت مندهشة من غبائي‏:‏ لأ‏..‏ اسم الله عليك‏..‏ ده معقول؟ أنا بأقول لحضرتك نعمل خطة للتطوير‏..‏ خطة‏..‏ زي اللي بتعملها وزارة التخطيط‏..‏
خطة قول مثلا خمسية‏..‏ يعني علي خمس شهور‏..‏
الأولاني للبياضات‏..‏ الثاني والثالث والرابع والخامس مثلا للدهانات‏..‏ كده يعني‏!!‏
قلت مسايرا لها في أحلامها‏:‏ فهمت‏...‏ ونخلي السادس والسابع والثامن‏..‏ قولي التاسع للسيراميك والعاشر والحداشر للحمام‏..‏ مش قصدك كده؟
أحست أم العيال بغريزتها فيما يبدو أنني أقصد السخرية من أفكارها‏..‏ وضعت كوب الشاي وقامت تدور في الغرفة مرددة كالاسطوانة المشروخة‏!‏

أيوه‏..‏ أيوه‏..‏أيوه‏!‏ ثم توقفت فجأة تسألني‏:‏ أمال حضرتك فاكر اننا حنطور حياتنا إزاي؟
ماهو كده‏..‏ بالطريقة دي‏!!‏

لابد أن هذه الست تظنني عبيطا لأصدق أن علاوة مهما كانت يمكن أن تصنع كل ما تحلم به حرمنا من نيولوك لحياتنا يجعلنا نقلبها بحركة شقلباظ غير مدركة أن الأولاد يكبرون ومصاريفهم تزيد وأن الأسعار أيضا تزيد إلا إذا ربطنا الأحزمة علي بطوننا وتعلمت هي التدبير كما كانت تفعل أمهاتنا وجداتنا زمان
فتقوم بتخليل اللفت والزيتون والليمون والجبنة القديمة في البيت ليتحول المطبخ إلي دكان طرشجي‏!
‏ ولابد أيضا من سحارة للخزين نضع فيها كميات البصل والثوم والصابون وزهرة الغسيل ولوف الحمام حتي نأمن ارتفاع أسعارها‏.‏
بهذه الطريقة يمكن أن نشتري السيراميك كرتونة كرتونة وندهن البيت غرفة بعد غرفة ونظل هكذا في حالة معسكر دائم للتغيير والخبط والرزع بسبب ست الحسن والجمال العلاوة الجديدة‏.‏
رفعت كوب الشاي إلي فمي أرمي ما تبقي فيه إلي جوفي ووضعت الكوب ثم اندفعت البس هدومي خارجا
سألتني أم العيال مندهشة‏:‏ علي فين‏..‏ ما قلتليش‏!‏
قلت وأنا أفتح الباب رايح أطور نفسي شوية وراجع لك علي طول‏!!

ليست هناك تعليقات: